وإلى مدين أخاهم شعيباً
د.صالح بن عواد المغامسي
ورد ذكر نبي الله شعيب عليه السلام في القرآن عشر مرات، وهو أحد أربعة أنبياء من العرب وهم: هود، صالح، شعيب، محمد صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، وقد بعث الله شعيباً إلى أهل مدينة فدعاهم إلى توحيد الله وإفراده بالعبادة، وهو شأن دعوة الأنبياء جميعاً عليهم السلام.
ومما يستوقف المتأمل في آيات القرآن في خبر هذا الرسول الكريم أن الله قال في سورة الأعراف (وإلى مدين أخاهم شعيباً) وقال في سورة الشعراء (كذب أصحاب الأيكة المرسلين * إذ قال لهم شعيب ألا تتقون)
فما السر في أنه وصفه في سورة الأعراف بأنه أخ لأهل مدين، ولم يثبت هذه الأخوة في سورة الشعراء؟
وأحسن ما قيل في هذا أنه لما نسب القوم إلى موطنهم وقبيلتهم (مدين) عد شعيب أخا لهم فقال وإلى مدين أخاهم شعيباً) فهو يشترك معهم في الجد الذي إليه ينتسبون.
أما عن تحدث القرآن عن المعتقد الذي كان عليه قوم شعيب وهو عبادة الأيكة أعرض القرآن عن ذكر وصف شعيب بأنه أخ لهم، لأنه عليه السلام وإن كان أخا لهم نسباً فهو من القبيلة نفسها إلا أنه بريء كل البراءة مما يعبدون فلما نسب القوم إلى معتقدهم وآلهتهم الباطلة (كذب أصحاب الآيكة) قال: (إذ قال لهم شعيب...)
فلم يثبت له الأخوة هنا لأنه لا إخاء عقدي يجمعه مع عبدة الشجر. والعلم عند الله
__________________[center]